ابو هويدي المدير العام
العراق : https://i.servimg.com/u/f84/14/04/99/05/123.gif عدد المساهمات : 944 نقاط : 2947 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2011 العمر : 48 الموقع : العراق
| موضوع: فتـــح مــــصر الإثنين ديسمبر 12, 2011 4:52 am | |
| فتـــح مــــصر بعد فتح بيت المقدس اتجه عمر إلى الشمال، وعقد فى الجابية جنوبي دمشق مؤتمرًا حضره جميع القادة المسلمين، ناقش فيه ماتم إنجازه والترتيبات اللازمة لإدارة البلاد المفتوحة إدارة حسنة، والعمل على إشاعة العدل والحرية بين الناس بعد الظلم والاستبداد والاستعباد الذى ذاقوه من الروم وفى هذا المؤتمر عرض عمرو بن العاص والى فلسطين على عمر بن الخطاب ضرورة فتح مصر، لأن فلول قوات الروم فى الشام لجأت إلى مصر التي كانت فى ذلك الوقت تحت حكم الروم، كما لجأ الأطربون قائد قواتهم فى فلسطين إلى مصر؛ ليستعد من جديد للانقضاض على المسلمين فى الشام، ولذا فإن بقاء مصر فى أيدي الروم سيكون خطرًا على فتوحات المسلمين فى الشام، بل قد يصل الخطر إلى شبه الجزيرة العربية نفسها. ولما اقتنع عمر بن الخطاب بما أبداه عمرو بن العاص أذن له بالسير إلى مصر لفتحها، فخرج فى أربعة آلاف جندي، ودخل العريش دون قتال، ثم توجه إلى الفرما مدينة قديمة شرقى بور سعيد ففتحها بعد معارك يسيرة مع حاميتها الرومية، ثم توجه إلى بلبيس فى محافظة الشرقية الحالية، فهزم جيشًا روميا كان يقوده الأطربون، ثم هزم الروم مرة أخرى فى عين شمس ولما تجمعت قوات الروم كلها فى حصن بابليون بالقرب من مصر القديمة الحالية؛ طلب عمرو مددًا من الخليفة عمر، فأمده بثمانية آلاف جندي، مكنته من فتح الحصن والاستيلاء عليه، ثم اتجه إلى الإسكندرية ففتحها، وأرسل فرقة من قواته لفتح الفيوم. وفى نحو عامين 19-21هـ فتُحت مصر بأكملها، وكان فتحًا سهلا ويسيرًا، لأن القبط لم يشتركوا فى معارك ضد المسلمين، بل ساعدوهم وقدموا لهم يد العون، فدلوهم على أيسر الطرق، وأمدوهم بالطعام، تخلُصًا من حكم الروم الذين اضطهدوهم دينيا، مع أنهم مسيحيون مثلهم، وأرهقوهم بالضرائب، واستغلوهم أبشع استغلال. ولما تعامل أهل مصر مع الفاتحين المسلمين أدركوا أن ما سمعوه كان حقيقة، فقد منحوهم الحرية الدينية الكاملة، وأعادوا بطريركهم بنيامين إلى كنيسته بالإسكندرية، وكان الروم قد نفوه إلى وادي النطرون، و قد حفظ الرجل هذا العمل الجليل لعمرو بن العاص، فعاونه كثيرًا فى إدارة مصر إدارة حسنة وقد أتاح الفتح الإسلامي لمصر جوا من الحرية والتسامح لم تشهده البلاد منذ زمن بعيد، بنص المعاهدة التى أعطاها عمرو بن العاص لأهل مصر: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبهم وبرهم وبحرهم، لا يدخل عليهم شيء من ذلك ولا ينتقص، ولا يساكنهم النوب-أهل النوبة-وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية.. ومن دخل فى صلحهم من الروم والنوب، فله مثل ما لهم، وعليه مثل ما عليهم، ومن أبى واختار الذهاب فهو آمن حتى يبلغ مأمنه، على ما فى هذا الكتاب عهد الله، وذمة رسوله، وذمة الخليفة أمير المؤمنين، وذمة المؤمنين. وقد عمل المسلمون بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصاهم فيها بأهل مصر خيرًا عندما يفتحونها؛ لأن لهم ذمة ورحمًا، كما نصحهم أن يتخذوا منها جندًا كثيفًا، فأجنادها من خير أجناد الأرض ، لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة | |
|