منتديات شباب الشورة الجديد
صلاح الدين الايوبى 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا صلاح الدين الايوبى 829894
ادارة المنتدي صلاح الدين الايوبى 103798
منتديات شباب الشورة الجديد
صلاح الدين الايوبى 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا صلاح الدين الايوبى 829894
ادارة المنتدي صلاح الدين الايوبى 103798
منتديات شباب الشورة الجديد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شباب الشورة الجديد

ثقافي/اجتماعي/اسلامي/رياضي
 
الرئيسيةالرئيسية  <iframe src="ht<iframe src="ht  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 صلاح الدين الايوبى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو هويدي
المدير العام
المدير العام
ابو هويدي


العراق العراق : https://i.servimg.com/u/f84/14/04/99/05/123.gif
عدد المساهمات : 944
نقاط : 2947
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/09/2011
العمر : 48
الموقع : العراق

صلاح الدين الايوبى Empty
مُساهمةموضوع: صلاح الدين الايوبى   صلاح الدين الايوبى Emptyالثلاثاء نوفمبر 08, 2011 6:14 am

صلاح الدين الايوبى








عرف
في كتب التاريخ في الشرق والغرب بأنه فارس نبيل وبطل شجاع وقائد من أفضل
من عرفتهم البشرية وشهد بأخلاقه أعداؤه من الصليبيين قبل أصدقائه وكاتبوا
سيرته، إنه نموذج فذ لشخصية عملاقة من صنع الإسلام، إنه البطل صلاح الدين
الأيوبي محرر القدس من الصليبيين وبطل معركة حطين.

فإلى سيرته
ومواقف من حياته كما يرويها صاحب وفيات الأعيان أحمد بن خلكان، والقاضي
بهاء الدين بن شداد صاحب كتاب "سيرة صلاح الدين" وبن الأثير في كتابه
"الكامل".




نسبه ونشأته




هو أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شاذي الملقب بالملك الناصر صلاح الدين.
اتفق
أهل التاريخ على أن أباه وأهله من (دوين) وهي بلدة في آخر أذربيجان وأنهم
أكراد روادية، والروادية بطن من الهذبانية، وهي قبيلة كبيرة من الأكراد.
يقول
أحمد بن خلكان: قال لي رجل فقيه عارف بما يقول وهو من أهل دوين إن على باب
دوين قرية يقال لها (أجدانقان) وجميع أهلها أكراد روادية وكان شاذي ـ جد
صلاح الدين ـ قد أخذ ولديه أسد الدين شيركوه ونجم الدين أيوب وخرج بهما إلى
بغداد ومن هناك نزلوا تكريت ومات شاذي بها وعلى قبره قبة داخل البلد.
ولد
صلاح الدين سنة 532هـ بقلعة تكريت لما كان أبوه وعمه بها والظاهر أنهم ما
أقاموا بها بعد ولادة صلاح الدين إلا مدة يسيرة، ولكنهم خرجوا من تكريت في
بقية سنة 532هـ التي ولد فيها صلاح الدين أو في سنة ثلاث وثلاثين لأنهما
أقاما عند عماد الدين زنكي بالموصل ثم لما حاصر دمشق وبعدها بعلبك وأخذها
رتب فيها نجم الدين أيوب وذلك في أوائل سنة أربع وثلاثين.
يقول بن
خلكان: أخبرني بعض أهل بيتهم وقد سألته هل تعرف متى خرجوا من تكريت فقال
سمعت جماعة من أهلنا يقولون إنهم أخرجوا منها في الليلة التي ولد فيها صلاح
الدين فتشاءموا به وتطيروا منه فقال بعضهم لعل فيه الخيرة وما تعلمون فكان
كما قال والله أعلم.


صلاح الدين في مصر




هرب الوزير
الفاطمي شاور من مصر من الوزير ضرغام بن عامر بن سوار الملقب فارس
المسلمين اللخمي المنذري لما استولى على الدولة المصرية وقهره وأخذ مكانه
في الوزارة كعادتهم في ذلك وقتل ولده الأكبر طي بن شاور فتوجه شاور إلى
الشام مستغيثا بالملك العادل نور الدين بن زنكي وذلك في شهر رمضان 558هـ
ودخل دمشق في الثالث والعشرين من ذي القعدة من السنة نفسها فوجه نور الدين
معه الأمير أسد الدين شيركوه بن شاذي في جماعة من عسكره كان صلاح الدين في
جملتهم في خدمة عمه وهو كاره للسفر معهم وكان لنور الدين في إرسال هذا
الجيش هدفان:
أحدهما: قضاء حق شاور لكونه قصده ودخل عليه مستصرخا.
والثاني: أنه أراد استعلام أحوال مصر فإنه كان يبلغه أنها ضعيفة من جهة الجند وأحوالها في غاية الاختلال فقصد الكشف عن حقيقة ذلك.
وكان
كثير الاعتماد على شيركوه لشجاعته ومعرفته وأمانته فانتدبه لذلك وجعل أسد
الدين شيركوه ابن أخيه صلاح الدين مقدم عسكره وشاور معهم فخرجوا من دمشق في
جمادى الأولى سنة 559هـ فدخلوا مصر واستولوا على الأمر في رجب من السنة
نفسها.
ولما وصل أسد الدين وشاور إلى الديار المصرية واستولوا عليها
وقتلوا الضرغام وحصل لشاور مقصودة وعاد إلى منصبه وتمهدت قواعده واستمرت
أموره غدر بأسد الدين شيركوه واستنجد بالإفرنج عليه فحاصروه في بلبيس، وكان
أسد الدين قد شاهد البلاد وعرف أحوالها وأنها مملكة بغير رجال تمشي الأمور
فيها بمجرد الإيهام والمحال فطمع فيها وعاد إلى الشام، وأقام أسد الدين
بالشام مدة مفكرا في تدبير عودته إلى مصر محدثا نفسه بالملك لها مقررا
قواعد ذلك مع نور الدين إلى سنة 562هـ
وبلغ نور الدين وأسد الدين
مكاتبة الوزير الخائن شاور للفرنج وما تقرر بينهم فخافا على مصر أن يملكوها
ويملكوا بطريقها جميع البلاد فتجهز أسد الدين وأنفذ معه نور الدين العساكر
وصلاح الدين في خدمة عمه أسد الدين، وكان وصول أسد الدين إلى البلاد
مقارنا لوصول الإفرنج إليها واتفق شاور والمصريون بأسرهم والإفرنج على أسد
الدين وجرت حروب كثيرة.
وتوجه صلاح الدين إلى الإسكندرية فاحتمى بها
وحاصره الوزير شاور في جمادى الآخرة من سنة 562هـ ثم عاد أسد الدين من جهة
الصعيد إلى بلبيس وتم الصلح بينه وبين المصريين وسيروا له صلاح الدين
فساروا إلى الشام.
وذكر المؤرخون أن أسد الدين لما مات استقرت الأمور
بعده للسلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب فبذل الأموال وملك قلوب الرجال وهانت
عنده الدنيا فملكها وشكر نعمة الله تعالى عليه، وأعرض عن أسباب اللهو
وتقمص بقميص الجد والاجتهاد، استعدادا لمواجهات مستمرة مع الصليبيين من جهة
ومع خزعبلات الدولة الفاطمية من جهة أخرى.


هجوم الإفرنج على مصر




ولما علم
الإفرنج استقرار الأمر بمصر لصلاح الدين علموا أنه يملك بلادهم ويخرب
ديارهم ويقلع آثارهم لما حدث له من القوة والملك واجتمع الإفرنج والروم
جميعا وقصدوا الديار المصرية فقصدوا دمياط ومعهم آلات الحصار وما يحتاجون
إليه من العدد، ولما رأى نور الدين ظهور الإفرنج ونزولهم على دمياط قصد
شغلهم عنها فنزل على الكرك محاصرا لها، فقصده فرنج الساحل فرحل عنها وقصد
لقاءهم فلم يقفوا له.

ولما بلغ صلاح الدين قصد الإفرنج دمياط استعد
لهم بتجهيز الرجال وجمع الآلات إليها ووعدهم بالإمداد بالرجال إن نزلوا
عليهم وبالغ في العطايا والهبات وكان وزيرا متحكما لا يرد أمره في شيء ثم
نزل الإفرنج عليها واشتد زحفهم وقتالهم عليها وهو يشن عليهم الغارات من
خارج والعسكر يقاتلهم من داخل ونصر الله تعالى المسلمين به وبحسن تدبيره
فرحلوا عنها خائبين فأحرقت مناجيقهم ونهبت آلاتهم وقتل من رجالهم عدد كبير.



معركة حطين




كانت معركة
حطين المباركة على المسلمين في يوم السبت 14 ربيع الآخر سنة 583هـ في وسط
نهار الجمعة وكان صلاح الدين كثيرا ما يقصد لقاء العدو في يوم الجمعة عند
الصلاة تبركا بدعاء المسلمين والخطباء على المنابر فسار في ذلك الوقت بمن
اجتمع له من العساكر الإسلامية وكانت تجاوز العد والحصر على تعبئة حسنة
وهيئة جميلة وكان قد بلغه عن العدو أنه اجتمع في عدة كثيرة بمرج صفورية
بعكا عندما بلغهم اجتماع الجيوش الإسلامية فسار ونزل على بحيرة طبرية ثم
رحل ونزل على طبرية على سطح الجبل ينتظر هجوم الصليبيين عليه إذا بلغهم
نزوله بالموضع المذكور فلم يتحركوا ولا خرجوا من منزلهم وكان نزولهم يوم
الأربعاء 21ربيع الآخر فلما رآهم لا يتحركون نزل على طبرية وهاجمها وأخذها
في ساعة واحدة وبقيت القلعة محتمية بمن فيها ولما بلغ العدو ما جرى على
طبرية قلقوا لذلك ورحلوا نحوها فبلغ السلطان ذلك فترك على طبرية من يحاصر
قلعتها ولحق بالعسكر فالتقى بالعدو على سطح جبل طبرية الغربي منها وذلك في
يوم الخميس 22 ربيع الآخر وحال الليل بين المعسكرين قياما على مصاف إلى
بكرة يوم الجمعة فركب الجيشان وتصادما والتحم القتال واشتد الأمر وذلك بأرض
قرية تعرف بلوبيا وضاق الخناق بالعدو وهم سائرون كأنهم يساقون إلى الموت
وهم ينظرون وقد أيقنوا بالويل والثبور وأحست نفوسهم أنهم في غد يومهم ذلك
من زوار القبور ولم تزل الحرب تضطرم والفارس مع قرنه يصطدم ولم يبق إلا
الظفر ووقع الوبال على من كفر فحال بينهم الليل بظلامه وبات كل واحد من
الفريقين في سلاحه إلى صبيحة يوم السبت فطلب كل من الفريقين مقامه وتحقق
المسلمون أن من ورائهم الأردن ومن بين أيديهم بلاد العدو وأنهم لا ينجيهم
إلا الاجتهاد في الجهاد فحملت جيوش المسلمين من جميع الجوانب وحمل القلب
وصاحوا صيحة رجل واحد فألقى الله الرعب في قلوب الكافرين وكان حقا عليه نصر
المؤمنين ولما أحس القوم بالخذلان هرب منهم في أوائل الأمر وقصد جهة صور
وتبعه جماعة من المسلمين فنجا منهم وكفى الله شره وأحاط المسلمون
بالصليبيين من كل جانب وأطلقوا عليهم السهام وحكموا فيهم السيوف وسقوهم كأس
الحمام وانهزمت طائفة منهم فتبعها أبطال المسلمين فلم ينج منها أحد
واعتصمت طائفة منهم بتل يقال له تل حطين وهي قرية عندها قبر النبي شعيب
عليه السلام فضايقهم المسلمون وأشعلوا حولهم النيران واشتد بهم العطش وضاق
بهم الأمر حتى كانوا يستسلمون للأمر خوفا من القتل لما مر بهم فأسر مقدموهم
وقتل الباقون.
وكان ممن سلم من مقدميهم الملك جفري وأخوه والبرنس
أرناط صاحب الكرك والشوبك وابن الهنفري وابن صاحبة طبرية ومقدم الديوية
وصاحب جبيل ومقدم الأسبتار.
قال ابن شداد: ولقد حكي لي من أثق به أنه
رأى بحوران شخصا واحدا معه نيف وثلاثون أسيرا قد ربطهم بوتد خيمة لما وقع
عليهم من الخذلان.
وأما أرناط فان صلاح الدين كان قد نذر أنه إن ظفر به
قتله وذلك لأنه كان قد عبر به عند الشوبك قوم من مصر في حال الصلح فغدر
بهم وقتلهم فناشدوه الصلح الذي بينه وبين المسلمين فقال ما يتضمن الاستخفاف
بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وبلغ السلطان فحملته حميته ودينه على أن يهدر
دمه.


من مواقف صلاح الدين




لما فتح
الله تعالى عليه بنصره في حطين جلس صلاح الدين في دهليز الخيمة لأنها لم
تكن نصبت بعد وعرضت عليه الأسارى وسار الناس يتقربون إليه بمن في أيديهم
منهم وهو فرح بما فتح الله تعالى على يده للمسلمين ونصبت له الخيمة فجلس
فيها شاكرا لله تعالى على ما أنعم به عليه واستحضر الملك جفري وأخاه و
أرناط وناول السلطان جفري شربة من جلاب وثلج فشرب منها وكان على أشد حال من
العطش ثم ناولها لأرناط وقال السلطان للترجمان قل للملك أنت الذي سقيته
وإلا أنا فما سقيته وكان من جميل عادة العرب وكريم أخلاقهم أن الأسير إذا
أكل أو شرب من مال من أسره أمن فقصد السلطان بقوله ذلك ثم أمر بمسيرهم إلى
موضع عينه لهم فمضوا بهم إليه فأكلوا شيئا ثم عادوا بهم ولم يبق عنده سوى
بعض الخدم فاستحضرهم وأقعد الملك في دهليز الخيمة.
وأحضر صلاح الدين
أرناط وأوقفه بين يديه وقال له: ها أنا أنتصر لمحمد منك ثم عرض عليه
الإسلام فلم يفعل فسل سيفه فضربه بها فحل كتفه وتمم قتله من حضر وأخرجت
جثته ورميت على باب الخيمة،فلما رآه الملك على تلك الحال لم يشك في أنه
يلحقه به فاستحضره وطيب قلبه وقال له لم تجر عادة الملوك أن يقتلوا الملوك
وأما هذا فإنه تجاوز الحد وتجرأ على الأنبياء صلوات الله عليهم وبات الناس
في تلك الليلة على أتم سرور ترتفع أصواتهم بحمد الله وشكره وتهليله وتكبيره
حتى طلع الفجر ثم نزل السلطان على طبرية يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر
ربيع الآخر وتسلم قلعتها في ذلك النهار وأقام عليها إلى يوم الثلاثاء.






تحرير القدس




قال ابن
شداد: لما تسلم صلاح الدين عسقلان والأماكن المحيطة بالقدس شمر عن ساق الجد
والاجتهاد في قصد القدس المبارك واجتمعت إليه العساكر التي كانت متفرقة في
الساحل فسار نحوه معتمدا على الله تعالى مفوضا أمره إليه منتهزا الفرصة في
فتح باب الخير الذي حث على انتهازه بقوله من فتح له باب خير فلينتهزه فإنه
لا يعلم متى يغلق دونه وكان نزوله عليه في يوم الأحد الخامس عشر من رجب
سنة 583هـ وكان نزوله بالجانب الغربي وكان معه من كان مشحونا بالمقاتلة من
الخيالة والرجالة وحزر أهل الخبرة ممن كان معه من كان فيه من المقاتلة
فكانوا يزيدون على ستين ألفا خارجا عن النساء والصبيان ثم انتقل لمصلحة
رآها إلى الجانب الشمالي في يوم الجمعة العشرين من رجب ونصب المناجيق وضايق
البلد بالزحف والقتال حتى أخذ النقب في السور مما يلي وادي جهنم ولما رأى
أعداء الله الصليبيون ما نزل بهم من الأمر الذي لا مدفع له عنهم وظهرت لهم
إمارات فتح المدينة وظهور المسلمين عليهم وكان قد اشتد روعهم لما جرى على
أبطالهم وحماتهم من القتل والأسر وعلى حصونهم من التخريب والهدم وتحققوا
أنهم صائرون إلى ما صار أولئك إليه فاستكانوا وأخلدوا إلى طلب الأمان
واستقرت الأمور بالمراسلة من الطائفتين وكان تسلمه في يوم الجمعة السابع
والعشرين من رجب وليلته كانت ليلة المعراج المنصوص عليها في القرآن الكريم
فانظر إلى هذا الاتفاق العجيب كيف يسر الله تعالى عوده إلى المسلمين في مثل
زمان الإسراء بنبيهم وهذه علامة قبول هذه الطاعة من الله تعالى وكان فتحه
عظيما شهده من أهل العلم خلق ومن أرباب الخرق والزهد عالم وذلك أن الناس
لما بلغهم ما يسره الله تعالى على يده من فتوح الساحل وقصده القدس قصده
العلماء من مصر والشام بحيث لم يتخلف أحد منهم وارتفعت الأصوات بالضجيج
بالدعاء والتهليل والتكبير وصليت فيه الجمعة يوم فتحه وخطب القاضي محيي
الدين محمد بن علي المعروف بابن الزكي.
وقد كتب عماد الدين الأصبهاني
رسالة في فتح القدس،وجمع كتابا سماه الفتح القسي في الفتح القدسي وهو في
مجلدين ذكر فيه جميع ما جرى في هذه الواقعة.

يقول بهاء الدين بن
شداد في السيرة الصلاحية: نكس الصليب الذي كان على قبة الصخرة وكان شكلا
عظيما ونصر الله الإسلام على يده نصرا عزيزا ، وكان الإفرنج قد استولوا على
القدس سنة 492هـ ولم يزل بأيديهم حتى استنقذه منهم صلاح الدين، وكانت
قاعدة الصلح أنهم قطعوا على أنفسهم عن كل رجل عشرين دينارا وعن كل امرأة
خمسة دنانير صورية وعن كل صغير ذكر أو أنثى دينارا واحدا فمن أحضر قطيعته
نجا بنفسه وإلا أخذ أسيرا وأفرج عمن كان بالقدس من أسرى المسلمين وكانوا
خلقا عظيما وأقام به يجمع الأموال ويفرقها على الأمراء والرجال ويحبو بها
الفقهاء والعلماء والزهاد والوافدين عليه وتقدم بإيصال من قام بقطيعته إلى
مأمنه وهي مدينة صور ولم يرحل عنه ومعه من المال الذي جبي له شيء وكان
يقارب مائتي ألف دينار وعشرين ألفا وكان رحيله عنه يوم الجمعة الخامس
والعشرين من شعبان من سنة 583هـ


الصليبيون في عكا




بلغ صلاح
الدين أن الإفرنج قصدوا عكا ونزلوا عليها يوم الاثنين ثالث عشر رجب سنة
585هـ فأتى عكا ودخلها بغتة لتقوى قلوب من بها و استدعى العساكر من كل
ناحية فجاءته وكان العدو بمقدار ألفي فارس وثلاثين ألف راجل ثم تكاثر
الإفرنج واستفحل أمرهم وأحاطوا بعكا ومنعوا من يدخل إليها ويخرج وذلك يوم
الخميس فضاق صدر السلطان لذلك ثم اجتهد في فتح الطريق إليها لتستمر السابلة
بالميرة والنجدة وشاور الأمراء فاتفقوا على مضايقة العدو لينفتح الطريق
ففعلوا ذلك وانفتح الطريق وسلكه المسلمون ودخل السلطان عكا فأشرف على
أمورها ثم جرى بين الفريقين مناوشات في عدة أيام وتأخر الناس إلى تل
العياضية وهو مشرف على عكا وفي هذه المنزلة توفي الأمير حسام الدين طمان
وذلك ليلة نصف شعبان من سنة خمس وثمانين وخمسمائة وكان من الشجعان.
قال
ابن شداد ثم إن الإفرنج جاءهم الإمداد من داخل البحر واستظهروا على الجيوش
الإسلامية بعكا وكان فيهم الأمير سيف الدين علي بن أحمد المعروف بالمشطوب
الهكاري والأمير بهاء الدين قراقوش الخادم الصلاحي وضايقوهم أشد مضايقة إلى
أن غلبوا عن حفظ البلد فلما كان يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة من سنة
587هـ خرج من عكا رجل عوام ومعه كتب من المسلمين يذكرون حالهم وما هم فيه
وأنهم قد تيقنوا الهلاك ومتى أخذوا البلد عنوة ضربت رقابهم وأنهم صالحوا
على أن يسلموا البلد وجميع ما فيه من الآلات والعدة والأسلحة والمراكب
ومائتي ألف دينار وخمسمائة أسير مجاهيل ومائة أسير معينين من جهتهم وصليب
الصلبوت على أن يخرجوا بأنفسهم سالمين وما معهم من الأموال والأقمشة
المختصة بهم وزراريهم ونسائهم وضمنوا للمركيس لأنه كان الواسطة في هذا
الأمر أربعة آلاف دينار ولما وقف السلطان على الكتب المشار إليها أنكر ذلك
إنكارا عظيما وعظم عليه هذا الأمر وجمع أهل الرأي من أكابر دولته وشاورهم
فيما يصنع واضطربت آراؤه وتقسم فكره وتشوش حاله وعزم على أن يكتب في تلك
الليلة مع العوام وينكر عليهم المصالحة على هذا الوجه وهو يتردد في هذا فلم
يشعر إلا وقد ارتفعت أعلام العدو وصلبانه وناره وشعاره على سور البلد وذلك
في ظهيرة يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة من السنة وصاح الإفرنج صيحة
عظيمة واحدة وعظمت المصيبة على المسلمين واشتد حزنهم ووقع فيهم الصياح
والعويل والبكاء والنحيب.
ثم ذكر ابن شداد بعد هذا أن الإفرنج خرجوا من
عكا قاصدين عسقلان ليأخذوها وساروا على الساحل والسلطان وعساكره في
قبالتهم إلى أن وصلوا إلى أرسوف فكان بينهما قتال عظيم ونال المسلمين منه
وهن شديد ثم ساروا على تلك الهيئة تتمة عشر منازل من مسيرهم من عكا فأتى
السلطان الرملة وأتاه من أخبره بأن القوم على عزم عمارة يافا وتقويتها
بالرجال والعدد والآلات فأحضر السلطان أرباب مشورته وشاورهم في أمر عسقلان
وهل الصواب خرابها أم بقاؤها فاتفقت آراؤهم أن يبقى الملك العادل في قبالة
العدو ويتوجه هو بنفسه ويخربها خوفا من أن يصل العدو إليها ويستولي عليها
وهي عامرة ويأخذ بها القدس وتنقطع بها طريق مصر وامتنع العسكر من الدخول
وخافوا مما جرى على المسلمين بعكا ورأوا أن حفظ القدس أولى فتعين خرابها من
عدة جهات وكان هذا الاجتماع يوم الثلاثاء سابع عشر شعبان سنة سبع وثمانين
وخمسمائة فسار إليها فجر الأربعاء ثامن عشر الشهر قال ابن شداد وتحدث معي
في معنى خرابها بعد أن تحدث مع ولده الملك الأفضل في أمرها أيضا ثم قال لأن
أفقد ولدي جميعهم أحب إلي من أن أهدم منها حجرا ولكن إذا قضى الله تعالى
ذلك وكان فيه مصلحة للمسلمين فما الحيلة في ذلك قال ولما اتفق الرأي على
خرابها أوقع الله تعالى في نفسه ذلك وأن المصلحة فيه لعجز المسلمين عن
حفظها وشرع في خرابها فجر يوم الخميس التاسع عشر من شعبان من السنة وقسم
السور على الناس وجعل لكل أمير وطائفة من العسكر بدنة معلومة وبرجا معينا
يخربونه ودخل الناس البلد ووقع فيهم الضجيج والبكاء وكان بلدا خفيفا على
القلب محكم الأسوار عظيم البناء مرغوبا في سكنه فلحق الناس على خرابه حزن
عظيم وعظم عويل أهل البلد عليه لفراق أوطانهم وشرعوا في بيع ما لا يقدرون
على حمله فباعوا ما يساوي عشرة دراهم بدرهم واحد وباعوا اثني عشر طير دجاج
بدرهم واحد واختبط البلد وخرج الناس بأهلهم وأولادهم إلى المخيم وتشتتوا
فذهب قوم منهم إلى مصر وقوم إلى الشام وجرت عليهم أمور عظيمة واجتهد
السلطان وأولاده في خراب البلد كي لا يسمع العدو فيسرع إليه ولا يمكن من
خرابه وبات الناس على أصعب حال وأشد تعب مما قاسوه في خرابها وفي تلك
الليلة وصل من جانب الملك العادل من أخبر أن الإفرنج تحدثوا معه في الصلح
وطلبوا جميع البلاد الساحلية فرأى السلطان أن ذلك مصلحة لما علم من نفس
الناس من الضجر من القتال وكثرة ما عليهم من الديون وكتب إليه يأذن له في
ذلك وفوض الأمر إلى رأيه وأصبح يوم الجمعة العشرين من شعبان وهو مصر على
الخراب واستعمل الناس عليه وحثهم على العجلة فيه وأباحهم ما في الهري الذي
كان مدخرا للميرة خوفا من هجوم الإفرنج والعجز عن نقله وأمر بإحراق البلد
فأضرمت النيران في بيوته وكان سورها عظيما ولم يزل الخراب يعمل في البلد
إلى نهاية شعبان من السنة وأصبح يوم الإثنين مستهل شهر رمضان أمر ولده
الملك الأفضل أن يباشر ذلك بنفسه وخواصه ولقد رأيته يحمل الخشب بنفسه لأجل
الإحراق، وفي يوم الأربعاء ثالث شهر رمضان أتى الرملة ثم خرج إلى "اللد"
وأشرف عليها وأمر بخرابها وخراب قلعة الرملة ففعل ذلك وفي يوم السبت ثالث
عشر شهر رمضان تأخر السلطان بالعسكر إلى جهة الجبل ليتمكن الناس من تسيير
دوابهم لإحضار ما يحتاجون إليه ودار السلطان حول النطرون وهي قلعة منيعة
فأمر بتخريبها وشرع الناس في ذلك.


الصلح مع الصليبيين




ثم ذكر ابن
شداد بعد هذا أن الانكتار وهو من أكابر ملوك الإفرنج سير رسوله إلى الملك
العادل يطلب الاجتماع به فأجابه إلى ذلك واجتمعا يوم الجمعة ثامن عشر شوال
من السنة وتحادثا معظم ذلك النهار وانفصلا عن مودة أكيدة والتمس الانكتار
من العادل أن يسأل السلطان أن يجتمع به فذكر العادل ذلك للسلطان فاستشار
أكابر دولته في ذلك ووقع الاتفاق على أنه إذا جرى الصلح بيننا يكون
الاجتماع بعد ذلك ثم وصل رسول الانكتار وقال إن الملك يقول إني أحب صداقتك
ومودتك وأنت تذكر أنك أعطيت هذه البلاد الساحلية لأخيك فأريد أن تكون حكما
بيني وبينه وتقسم البلاد بيني وبينه ولا بد أن يكون لنا علقة بالقدس وأطال
الحديث في ذلك فأجابه السلطان بوعد جميل وأذن له في العود في الحال وتأثر
لذلك تأثرا عظيما قال ابن شداد وبعد انفصال الرسول قال لي السلطان متى
صالحناهم لم تؤمن غائلتهم ولو حدث بي حادث الموت ما كانت تجتمع هذه العساكر
وتقوى الإفرنج والمصلحة أن لا نزول عن الجهاد حتى نخرجهم من الساحل أو
يأتينا الموت هذا كان رأيه وإنما غلب على الصلح.
قال ابن شداد ثم ترددت
الرسل بينهم في الصلح و تم الصلح بينهم يوم الأربعاء الثاني والعشرين من
شعبان سنة 588هـ ونادى المنادي بانتظام الصلح وأن البلاد الإسلامية
والنصرانية واحدة في الأمن والمسالمة فمن شاء من كل طائفة يتردد إلى بلاد
الطائفة الأخرى من غير خوف ولا محذور وكان يوما مشهودا نال الطائفتين فيه
من المسرة ما لا يعلمه إلا الله تعالى وقد علم الله تعالى أن الصلح لم يكن
عن مرضاته وإيثاره ولكنه رأى المصلحة في الصلح لسآمة العسكر ومظاهرتهم
بالمخالفة وكان مصلحة في علم الله تعالى فإنه اتفقت وفاته بعد الصلح فلو
اتفق ذلك في أثناء وقعاته كان الإسلام على خطر.
ثم أعطى للعساكر
الواردة عليه من البلاد البعيدة برسم النجدة دستورا فساروا عنه وعزم على
الحج لما فرغ باله من هذه الجهة وتردد المسلمون إلى بلادهم وجاءوا هم إلى
بلاد المسلمين وحملت البضائع والمتاجر إلى البلاد وحضر منهم خلق كثير
لزيارة القدس.


وفاة صلاح الدين




قال ابن
شداد: وصلني كتاب صلاح الدين إلى القدس يستدعيني لخدمته وكان شتاء شديدا
ووحلا عظيما فخرجت من القدس في يوم الجمعة الثالث والعشرين من المحرم سنة
589هـ وكان الوصول إلى دمشق في يوم الثلاثاء ثاني عشر صفر من السنة وركب
السلطان لملتقى الحاج يوم الجمعة خامس عشر صفر وكان ذلك آخر ركوبه، ولما
كان ليلة السبت وجد كسلا عظيما وما تنصف الليل حتى غشيته حمى صفراوية وكانت
في باطنه أكثر منها في ظاهره وأصبح يوم السبت متكاسلا عليه أثر الحمى ولم
يظهر ذلك للناس لكن حضرت عنده أنا والقاضي الفاضل ودخل ولده الملك الأفضل
وطال جلوسنا عنده وأخذ يشكو قلقه في الليل وطاب له الحديث إلى قريب الظهر
ثم انصرفنا وقلوبنا عنده فتقدم إلينا بالحضور على الطعام في خدمة ولده
الملك الأفضل ولم تكن للقاضي الفاضل في ذلك عادة فانصرف ودخلت إلى الإيوان
القبلي وقد مد السماط وابنه الملك الأفضل قد جلس في موضعه فانصرفت وما كانت
لي قوة في الجلوس استيحاشا له وبكى في ذلك اليوم جماعة تفاؤلا لجلوس ولده
في موضعه ثم أخذ المرض يتزيد من حينئذ ونحن نلازم التردد طرفي النهار وندخل
إليه أنا والقاضي الفاضل في النهار مرارا وكان مرضه في رأسه وكان من
إمارات انتهاء العمر غيبة طبيبه الذي كان قد عرف مزاجه سفرا وحضرا ورأى
الأطباء فصده ففصدوه فاشتد مرضه وقلت رطوبات بدنه وكان يغلب عليه اليبس ولم
يزل المرض يتزايد حتى انتهى إلى غاية الضعف واشتد مرضه في السادس والسابع
والثامن ولم يزل يتزايد ويغيب ذهنه ولما كان التاسع حدثت له غشية وامتنع من
تناول المشروب واشتد الخوف في البلد وخاف الناس ونقلوا أقمشتهم من الأسواق
وعلا الناس من الكآبة والحزن ما لا تمكن حكايته ولما كان العاشر من مرضه
حقن دفعتين وحصل من الحقن بعض الراحة وفرح الناس بذلك ثم اشتد مرضه وأيس
منه الأطباء ثم شرع الملك الأفضل في تحليف الناس، ثم إنه توفي بعد صلاة
الصبح من يوم الأربعاء السابع والعشرين من صفر سنة 589هـ وكان يوم موته
يوما لم يصب الإسلام والمسلمون بمثله منذ فقد الخلفاء الراشدون رضي الله
عنهم وغشي القلعة والملك والدنيا وحشة لا يعلمها إلا الله تعالى وبالله لقد
كنت أسمع من الناس أنهم يتمنون فداء من يعز عليهم بنفوسهم وكنت أتوهم أن
هذا الحديث على ضرب من التجوز والترخص إلى ذلك اليوم فإني علمت من نفسي ومن
غيري أنه لو قبل الفداء لفدي بالأنفس.

ثم جلس ولده الملك الأفضل
للعزاء وغسله، وأخرج بعد صلاة الظهر رحمه الله في تابوت مسجى بثوب فوط
فارتفعت الأصوات عند مشاهدته وعظم الضجيج وأخذ الناس في البكاء والعويل
وصلوا عليه أرسالا ثم أعيد إلى الدار التي في البستان وهي التي كان متمارضا
بها ودفن في الصفة الغربية منها وكان نزوله في حفرته قريبا من صلاة العصر.

رحمه الله تعالى وقدس روحه فلقد كان من محاسن الدنيا وغرائبها، وذكر
ابن شداد : أنه مات ولم يخلف في خزانته من الذهب والفضة إلا سبعة وأربعين
درهما ناصرية وجرما واحدا ذهبا صوريا ولم يخلف ملكا لا دارا ولا عقارا ولا
بستانا ولا قرية ولا مزرعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shoura.yoo7.com
 
صلاح الدين الايوبى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صلاح الدين الأيوبي
» إنجاز أكثر من 3700 معاملة لتعويض المتضررين من الإرهاب في صلاح الدين
» أسماء المرشحين للقبول في مديرية الدفاع المدني العامة للمحافظات ( الانبار ، صلاح الدين ، نينوى )
» عز الدين القسام
» عز الدين بن الأثير المؤرخ الكبير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب الشورة الجديد :: منتدى الشخصيات العربية والاجنبية-
انتقل الى: