ابو هويدي المدير العام
العراق : https://i.servimg.com/u/f84/14/04/99/05/123.gif عدد المساهمات : 944 نقاط : 2947 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2011 العمر : 48 الموقع : العراق
| موضوع: من حقوق النبى صلى الله عليه وسلم الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 5:15 am | |
| من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم-
وجوب تعزيره وتوقيره والتأدب معه -صلى الله عليه وسلم-
قال تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيل﴾ [الفتح (9)] .
فالتسبيح لله تعالى وحده، والتعزير والتوقير لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال ابن كثير-رحمه الله-(4/186): « ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِد﴾ أي على الخلق ﴿وَمُبَشِّر﴾ أي: للمؤمنين ﴿ وَنَذِير﴾ أي للكافرين. ﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ﴾ قال ابن عباس وغير واحد: تعظموه ﴿وَتُوَقِّرُوهُ﴾ من التوقير وهو الإحترام والإجلال والإعظام[1]. ﴿وَتُسَبِّحُوهُ﴾ أي: تُسَبحون الله بُكْرَةً وأصيلاً أي في أول النهار وآخره.
************************
ثم قال عزّ وجلّ لرسوله -صلى الله عليه وسلم- تشريفاً له وتكريماً وتعظيماً: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ﴾ وهذا كقوله: ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ﴾ ﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ أي: هو حاضر معهم يسمع أقوالهم ويَرَى مكانهم ويعلم ضمائرهم وظواهرهم فهو تعالى المُبَايَع بواسطة رسوله -صلى الله عليه وسلم- كقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ » اهـ.
**************************
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: إنّ هذه الآية التي في القرآن﴿ يا أيها النبي إنا أرسلنك شاهداً ومبشراً ونذيراً﴾ قال في التوراة: ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحِرْزاً للأمِّيين أنت عبدي ورسولي سَمَّيْتُك المتوكِّل ليس بفظٍّ ولا غليظٍ ولا سخَّابٍ بالأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله حتى يُقيمَ به الملَّة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله فيفتح بها أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً) [البخاري التفسير (4838)] .
**************************
وهذا دليل على مكانة الرسول الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- عند الله حيث أشاد بمكانته وصفاته في التوراة والإنجيل والقرآن.
وقال تعالى: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْض﴾ قال ابن كثير: عن ابن عباس كانوا يقولون يا محمد يا أبا القاسم، فنهاهم الله عزّ وجلّ عن ذلك إعظاماً لنبيه -صلى الله عليه وسلم- قال فقالوا: ( يا رسول الله يا نبي الله ) وكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير. وقال قتادة: (أمر الله أنْ يُهاب وأن يُبَجَّل وأَنْ يُعظَّم وأن يُسوَّد).
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾.
*************************
* قال ابن القيم-رحمه الله- في مدارج السالكين ( 2/387-391 )[2]:
وأما الأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-: فالقرآن مملوءٌ به.
فَرَأْسُ الأدب معه: كمال التسليم له والإنقياد لأمره وتلقي خبره بالقبول والتصديق دون أن يُحمِّلَه معارضة خيال باطل يسميه معقولا أو يُحَمِّلَه شبهة أو شَكا أو يُقدِّمَ عليه آراء الرجال وزُبالات أذهانهم، فيُوَحِّدَه بالتحكيم والتسليم والإنقياد والإذعان كما وحَّدَ المُرْسِلَ سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والذُّل والإنابة والتوكل.
فهما توحيدان لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما: توحيد المُرْسِل-وهو الله ربّ العالمين- وتوحيدُ مُتَابَعَة الرسول فلا يُحاكَم إلى غيره ولا يُرضَى بحكم غيره ولا يَقِفُ تنفيذ أمره وتصديق خبره على عرضه على قول شيخه وإمامه وذوي مذهبه وطائفته ومن يُعظِّمُه فإن أَذِنُوا له نفذه وقَبل خَبَره وإلا فإن طلب السلامة أعرض عن أمره وخبره وفوضه إليهم، وإلا حرَّفه عن مواضعه وسَّمى تحريفه: تأويلا وحملاً فقال: نؤوله ونحمله[3].
فلأن يلقى العبد ربه بكل ذنب على الإطلاق ما خلا الشرك بالله خير له من أن يلقاه بهذه الحال (!).
*************************
ولقد خاطبت يومًا بعض أكابر هؤلاء فقلت له: سألتك بالله لو قُدِّرَ أن الرسول حيٌّ بين أظهرنا وقد واجهنا بكلامه وبخطابه: أكان فرضًا علينا أن نتبعه من غير أن نعرضه على رأي غيره وكلامه ومذهبه أم لا نتبعه حتى نعرض ما سمعناه منه على آراء الناس وعقولهم ؟! فقال: بل كان الفرض المبادرة إلى الإمتثال من غير التفات إلى سواه.
فقلت: فما الذي نسخ هذا الفرض عنا وبأي شيء نسخ ؟!
فوضع إصبعه على فيه وبقي باهتًا متحيرًا وما نطق بكلمة.
**************************
هذا أدب الخواص معه، لا مخالفة أمره والشرك به[4] ورفع الأصوات وإزعاج الأعضاء بالصلاة عليه والتسليم[5] وعزل كلامه عن اليقين وأن يستفاد منه معرفة الله أو يُتلقَى منه أحكامه بل المعول في باب معرفة الله: على العقول المُتَهوِّكَة المتحيرة المتناقضة. وفي الأحكام: على تقليد الرجال وآرائها، والقرآن والسنة إنما نقرؤهما تبركًا لا أنَّا نتلقى منهمَا أصول الدين ولا فروعه ومن طلب ذلك ورامه عاديناه وسَعينَا في قطع دابره واستئصال شأفته ﴿بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ * حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ * لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ * قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ * مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ * أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ * أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ * أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ * وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ * أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ﴾ [المؤمنون:63-74] [6]
| |
|