ابو هويدي المدير العام
العراق : https://i.servimg.com/u/f84/14/04/99/05/123.gif عدد المساهمات : 944 نقاط : 2947 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2011 العمر : 48 الموقع : العراق
| موضوع: كم الصبر جميل في رحابك يا سيدي يا رسول الله الخميس أكتوبر 06, 2011 5:34 am | |
| باسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيد المرسلين
قال الله تعالى :"استعينوا بالصبر و الصلاة إنَ الله مع الصابرين" (سورة البقرة: 153) فسبحانه و تعالى أمرنا بالصبر فكان خاتم النبوة و سيد المرسلين "صلى الله عليه و سلم" أشدّ خلق الله صبراً و القدوة للمسلمين من بعده. فللصبر فضائل كثيرة ينالها المسلم الصابر و ذلك بقوله تعالى :"إنَما يوفَى الصابرون أجرهم بغير حساب" (سورة الزمر: 10) فرسولنا الحبيب "صلى الله عليه و سلم" أراد أن يعلمنا الصبر لنكسب هذا الأجر و أن لا نفوت الفرصة برفع درجاتنا.فما أرحمك يا سيدي يا رسول الله و قد ذكرت الصالحين من بعدك و هم أحبابك الذين لم يروك . فصبره عليه الصلاة و السلام تجلى في جوانب عدة من حياته. 1- بيان صبر النبي "صلى الله عليه و سلم" عند لقاء العدو كان النبي "صلى الله عليه و سلم" من الصابرين في الغزوات و الحروب و بل كان المصدر الأول و الوحيد الذي يمدُ الأمة بأكملها بالصبر كما الغذاء للجسد . فقبيل لقاء العدو كان عليه الصلاة و السلام يحث على الصبر و يأمر به و يبشّر الصابرين بالجنة.و عن أبي ابراهيم عبد الله بن ابي أوفى رضي الله عنهما أنَ رسول الله "صلى الله عليه و سلم" في بعض أيامه التي لقي فيها العدو ،انتظر حتى اذا مالت الشمس قام فيهم فقال :"يا أيُها الناس لا تتمنوا لقاء العدو ، و اسألوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاصبروا، و اعلموا أنَ الجنة تحت ظلال السيوف". ( رياض الصالحين/53) 2- بيان صبر النبي "صلى الله عليه و سلم" على إساءة الناس إليه : ففي حادثة الإفك تعرضت السيدة عائشة للظلم حينما أتهمت بخيانة النبي "صلى الله عليه و سلم" و لم تتحمل الأذى وحدها بل كان النبي "صلى الله عليه و سلم" يحمل هذا البلاء. فالله سبحانه و تعالى أراد أن يبين لخلقه أنَ النبي" صلى الله عليه و سلم" ، و هو أفضل خلق الله قد أصابه البلاء فصبر حتى فتح الله بينه و بين قومه بالحق و نزلت آيات كثيرة تبرأ السيدة عائشة رضي الله عنها ، فما بالك أيُها العبد الذي تفتقر لرحمة ربك لتدخل الجنة؟ و عن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي "صلى الله عليه و سلم" : "إنَ عظم الجزاء مع عظم البلاء ، و إنَ الله تعالى اذا أحبَ قوماً ابتلاهم ،فمن رضي فله الرضى ، و من سخط فله السخط" رواه الترمذي. (رياض الصالحين/43). كما و تعرض النبي "صلى الله عليه و سلم" للتشكيك بعدالته . فعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: لمَا كان يوم حنين آثر رسول الله "صلى الله عليه و سلم" ناساً في القسمة ن فأعطى الأقرع بن حابس مئة من الأبل ، و أعطى عيينه بن حصن مثل ذلك ، و اعطى ناساً من أشراف العرب و آثرهم يومئذ في القسمة. فقال رجل : و الله إنَ هذه قسمة ما عدل فيها و ما أريد فيها وجه الله ، فقلت : و الله لأخبرنَ رسول الله "صلى الله عليه و سلم" ، فاتيته أخبره بما قال ، فتغير وجهه حتى كان كالصرف("الصرف": هو صبغ أحمر). ثمَ قال : "فمن يعدل إذا لم يعدل الله و رسوله؟ " ثمَ قال: "يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من ذلك فصبر" .فقلت: لا جرم لا ارفع إليه بعدها حديثا. (رياض الصالحين/42)
3- بيان صبر النبي "صلى الله عليه و سلم" عند المرض : و عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:" دخلت على النبي "صلى الله عليه و سلم" و هو يوعك (و" الوعك": هو الحمى ) فقلت :يا رسول الله ،إنَك توعك وعكاً شديداً قال: " أجل، إنّي أوعك كما يوعك رجلان منكم" قلت: ذلك أنَ لك أجرين؟ قال :" أجل، ذلك كذلك ما من مسلم يصيبه أذىً، شوكة فما فوقها إلاَ كفرَ الله بها سيئاته ، و حطت عنه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها ".(رياض الصالحين/38) لاوصب و لا همٍ و لا حزن و لا أذى و لا غمٍ ، حتى الشوكة يشا كها إلاَ كفرَ الله بها من خطاياه" متفق عليه. .(رياض الصالحين/37) فرسول الله "صلى الله عليه و سلم" كان يسعى لمغفرة من ربه و هو المعصوم، إنما أراد أن يعلمنا الصبر فما كان له إلا أن إبتدأ بنفسه. 4-بيان صبره "صلى الله عليه و سلم" عند الموت: و عن أنس رضي الله عنه قال: لمَا ثقل النبي "صلى الله عليه و سلم" في مرضه الذي مات فيه جعل يتغشاه الكرب فقالت فاطمه رضي الله عنها : واكرب ابتاه فقال لها :"ليس على أبيك كرب بعد اليوم " فلما مات قالت: يا أبتاه أجاب ربًا دعاه ، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه ،يا أبتاه الى جبريل ننعاه ، فلما دفن قالت فاطمة رضي الله عنها: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله "صلى الله عليه و سلم" التراب؟ رواه البخاري. (رياض الصالحين/28) فيا سيدي يا رسول الله "صلى الله عليه و سلم" ما أعظمك من نبي ،ما أصبرك على الأذى ، ما أصبرك على المرض ، ما أصبرك على أعداء الدين و ما أصبرك على الموت. فيا رسول الله يا معلم البشرية ، علمنا الصبر و أسأل لنا الله أن يثبت أقدامنا و يصبرنا على ما ابتلانا و أختم قولي هذا بالدعاء لي و لكم راجين أن نكون من الذين وصفهم النبي "صلى الله عليه و سلم" بقوله: "من كظم غيظاً ، و هو قادر على أن ينفذه ، دعاه الله سبحانه و تعالى ، على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيّره من الحور العين ما شاء" رواه أبو داوود و الترمذي.(رياض الصالحين/47) | |
|