قصة طلحة بن عبيد الله شهيد يمشي علي وجه الأرض

نحن اليوم على موعد مع الصحابي الذي قال عنه النبي صلى
الله عليه وسلم : من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي علي وجه الأرض فلينظر إلى
طلحة بن عبيد الله

• إنه الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي .. كنيته أبو محمد
.. وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة .. وأحد الثمانية الذين سبقوا للإسلام
.. وأحد الخمسة الذين أسلموا علي يد أبي بكر رضي الله عنهما .. أبوه كان
من أشراف مكة .. و زوجته أخت زينب زوج النبي صلى ...الله عليه وسلم

• كان له أعظم الأثر في الفتوحات الإسلامية الأولى .. كيف لا وهو من قدم
حياته فداء للحبيب صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد .. وكان ممن شهد له
النبي أنه ممن قضى نحبه

• نشأ رضي الله عنه في مكة .. ولما كبر عرفته الأسواق تاجراً صدوقاً
وبائعاً "سمحاً" .. سمع بالإسلام فلم يتردد في الدخول إليه .. و أوذي في
سبيل الله وهاجر مع رسوله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

• عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان علي جبل
حراء .. فتحرك الجبل .. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : اسكن حراء! فما
عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد .. وعليه النبي و أبوبكر و عمر و عثمان و
علي و طلحة و الزبير و سعد بن أبي وقاص

وفي يوم أحد .. أوجب طلحة

-----------------------------

• وفي غزوة أحد .. كان النصر حليف المسلمين في بداية الأمر .. ولكن معظم
الرماة خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلوا من أماكنهم ليجمعوا
الغنائم مع المسلمين .. ولم يتبقى سوى 9 فقط مع قائدهم عبد الله بن جبير
رضي الله عنه .. فلما علم المشركون بذلك انقضوا عليهم فأبادوهم .. وأصبح
المسلمون محاصرون من الأمام والخلف

• و أراد المشركون قتل النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يلتف حوله ما تبقى
من المسلمين .. ولكن 9 من الصحابة التفوا حول النبي صلى الله عليه وسلم
ومنعوهم من ذلك .. ومات 7 منهم وكانوا من الانصار ولم يتبقى مع النبي صلى
الله عليه وسلم إلا طلحة و سعد بن أبي وقاص

• وفي هذه اللحظات الحاسمة قاتل طلحة رضي الله عنه قتالاً شديداً .. حتى
انه طُعن بـحوالي 39 طعنة و قُطعت أصابعه .. ولذلك كان ابو بكر الصديق إذا
ذكر يوم أحد قال : هذا اليوم كله لطلحة .. وقال عنه النبي صلى الله عليه
وسلم : أوجب طلحة حين صنع برسول الله ما صنع .. وقال ايضاً : من أحب ان
ينظر الى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله

• ويظهر ايضاً في يوم أحد ادبه مع النبي صلى الله عليه وسلم .. فلقد أراد
النبي صلى الله عليه وسلم ان يصعد على صخرة اثناء الانسحاب .. فلم يستطع
من شدة التعب .. فجلس تحته طلحة حتى صعد عليها وتكلف المشي .. وكان العرج
قد اصاب رجله اثناء دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم .. فلما حمل النبي
وتكلف استقامة المشي ادباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. استقامت
رجله وشُفي من العرج

دفاعه عن اخوانه

------------------

• جاء رجل ذات مرة الى سيدنا طلحة .. واستنكر على ابو هريرة انه يعلم
احاديث لا يعلمها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .. فقال له سيدنا طلحة
انهم كانت تشغلهم بيوتهم وتجارتهم .. اما سيدنا ابو هريرة فقد كان فقيرا
مسكينا ملازما للنبي صلى الله عليه وسلم أكثر منهم .. فياليتنا نتعلم هذا
الدرس الغالي وندافع عن اخواننا ونحسن الظن في علمائنا

انفاقه في سبيل الله

---------------------

يكفي ان نذكر تحت هذا العنوان الالقاب التي اشتهر بها سيدنا طلحة .. وهي : طلحة الخير , و طلحة الفياض , وطلحة الجود

فقد جاءه مال ذات ليله .. فظل طوال الليل قلقاً بسبب هذا المال .. ولما
سألته زوجته قال لها : ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته ؟؟ ..
فأشارت عليه ان يقسم المال ويوزعه في الصباح .. فقسم الاموال بين
المهاجرين والانصار

وقيل عنه ايضاً انه باع ارضاً له بـ 700 الف .. فبات قلقاً بسبب هذا المال .. فلما أصبح فرقه

موقفه يوم الجمل .. واستشهاده

----------------------------------

لما خرج طلحة والزبير وعائشة للطلب بدم عثمان رضي الله عنه .. رأيا عماراً
يقاتل في صف علي رضي الله عنه .. فتذكرا قول النبي صلى الله عليه وسلم
لعمار : تقتلك الفئة الباغية .. فاعتزلا الحرب

وقتلا رضي الله عنهما اثناء اعتزالهما الحرب .. اما الزبير فقُتل غدراً ..
واما طلحة فرُمي بسهم في ركبته فظل ينزف حتى مات .. فلما رآه علي قال :
ياليتني مت قبل هذا بعشرين سنة

وبعد دفنه بأكثر من ثلاثين سنة .. فتحوا قبره لينقلوه الى مكان اخر ..
فوجدوه كما هو يوم دفنه لم يتغير منه الا شعيرات في احدى شقي لحيته

رضي الله عن طلحة بن عبيد الله وعن سائر صحابة النبي عليه الصلاة والسلام

» طلحة بن عبيد الله صقر يوم أحد
» بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه و سلم
» شهيد القرآن عبده بن محمد المخلافي
» على بن أبى طالب رضي الله عنه
» عبد الله بن سلام