مثلت بزيادة الإنتاج والاستيراد.. واختيار البطاقات الوقودية دون الأخذ بالتسلسل
بغداد ــ قاسم الحلفي
اتخذت هيئة بغداد لتوزيع المنتجات النفطية اجراءات عاجلة لضمان ايصال حصص المواطنين الشهرية من النفط الابيض ومنع احتكاره والمتاجرة به في السوق السوداء، مؤكدة تسلم كميات كبيرة مستوردة منه، بينما بدأت المصافي المحلية بزيادة انتاجها والمخزون من النفط الابيض بما يلبي حاجة جميع المواطنين.
واوضح مدير عام الهيئة التابعة لشركة توزيع المنتجات النفطية المهندس علي عبد الكريم الموسوي في تصريح لـ"الصباح"، ان الاجراءات تضمنت منع التلاعب واستغلال حاجة المواطنين لهذه المادة خلال فصل الشتاء من خلال اطلاق العمل بالبطاقة الوقودية التي تحمل الرقم (5) وعدم اعتماد تسلسل بطاقات الوقود مما ألحق خسائر مالية كبيرة بالمتلاعبين والمتاجرين بمادة النفط الابيض بالسوق السوداء الذين يقومون بشراء البطاقات الفائضة عن حاجة المواطنين بأعداد كبيرة وبأساليب وصفها بـ"الملتوية"، مشيرا الى ان الاجراءات تضمنت كذلك زيادة المخزون وانتاج المصافي من مادة النفط الابيض واستيراد كميات كبيرة منه.
وقال الموسوي: "ان متابعتنا لأساليب المتلاعبين والمتاجرين بالبطاقة الوقودية كشفت عن انهم ينوون تسلم كميات كبيرة من النفط الابيض واحتكارها ثم بيعها للمواطنين في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، وكذلك تعرفنا على طرقهم في جمع البطاقة رقم (2) بأعداد كبيرة من العائلات التي لديها أكثر من بطاقة وعن طريق شرائها من بائعي الغاز الذين يستبدلونها بأسطوانة غاز مقابل مبلغ معين، وطرق جمع اخرى بعد ان فشلوا في محاولة تزوير البطاقة الوقودية او طباعتها وهو ما دفعنا الى عدم استخدام اسلوب التسلسل في التجهيز، مذكرا بأن طرق طباعة البطاقة محكمة جداً الى جانب استعمال ورق من النوع الثمين الامر الذي يعيق طباعتها من قبل المتلاعبين وهو ما دفعهم الى اللجوء الى جمع البطاقات بطرق اخرى.
وكشف الموسوي عن ان الاجراءات ركزت على توفير خزين ستراتيجي من النفط الابيض تزامنا مع حلول الشتاء اذ ان كميات كبيرة ستدخل مستودعات الهيئة تباعا بعد ان وصلت باخرة الى موانئ البصرة محملة بسبعة عشر مليون لتر من مادة النفط الابيض تمت معاينتها وضخها الى مستودعات بغداد، الى جانب بدء مصافي النفط في بيجي والدورة بزيادة انتاجها من هذه المادة بهدف تأمين مخزون كاف منه وهو ما سيسهم في رفع نسبة المخزون الشهري من المادة وتوفير حصص الاشهر المقبلة.
كما اكد الموسوي ان تخصيص كمية 75 مليون لتر شهرياً وتوزيعها بواقع 50 لتراً للعائلة الواحدة لايعني تخفيض حصص الافران والمخابز ومحال كوي الملابس، حيث يتواصل تجهيز تلك المحال بكمية 600 لتر شهرياً من النفط.
واشار الى ان البطاقة رقم واحد التي اطلقت في الشهر الماضي تم تمديد العمل بها الى منتصف الشهر الجاري بسبب انخفاض نسبة التجهيز التي بلغت 25 بالمئة وقد ازدادت نسبة التجهيز بعد اطلاق حملات كبيرة لبيع المنتوج عبر الصهاريج في الشوارع والازقة.
واضاف ان نسبة التجهيز ارتفعت في مبيعات البطاقة رقم واحد الى 70 بالمئة بعد 45 يوماً من التجهيز، مبيناً انه لم تكن هناك مشكلة حقيقية في التوزيع بل ان السبب يكمن في عزوف المواطنين عن تسلم حصصهم، لذلك توجهنا الى اعتماد طريقة التوزيع بالصهاريج والوكلاء الجوالين، اذ تم توزيع 15 مليونا وسبعمئة وواحد وعشرين الف لتر من اصل 52 مليون لتر.
واوضح ان الهيئة اطلقت العمل بالبطاقة رقم 5 منذ منتصف الشهر الحالي وشهد اقبالاً كبيراً من قبل المواطنين مقارنة بالشهر السابق، فبعد اربعة ايام من اطلاقها جهزت منافذنا الثابتة والمتحركة ما يقرب من 20 مليون لتر من النفط الابيض اي ما نسبته 30 بالمئة من الكمية الاصلية المقررة لشهر تشرين الثاني البالغة 75 مليون لتر، مبيناً ان التعاون الكبير مع مجلس محافظة بغداد والمجالس البلدية التابعة له اسهم في انسيابية التوزيع وتوسيع رقعة المنافذ من خلال نشر الصهاريج المعتمدة من قبل المجالس في اغلب الازقة والشوارع.
وبشأن اساليب الرقابة على التوزيع، قال الموسوي: ان ملاكات الهيئة المختصة نفذت مئات الحملات التفتيشية والاشرافية اليومية خلال الدوام الرسمي وبعده على منافذ التوزيع الثابتة والمتحركة في مختلف مناطق بغداد، واشار الى ان الحملات لا تعتمد على المشاهدة والمساءلة فقط بل الاستفسار من المواطنين وتذليل المعوقات امام عمال المحطات والباعة المتجولين وتعدى الامر الى اعمار الكثير من اماكن التوزيع واظهارها بالمظهر اللائق من خلال التعاون مع بلديات امانة بغداد التي اسهمت في اكساء العديد من مناطق تسليم النفط الابيض.
الرئيسية
أحدث الصور
العراق