تزوّجت زوجي لإخلاصه في عبادة الله ، وحبّه للإسلام ، وفى هذا الوقت كنت
أعرف بأنه ليس حسن الهيئة ، وهذا الأمر لم يقلقني ، وقد سألني كثيرا عما
إذا كنت أجده حسن الهيئة ، وأنا أجيبه بالإيجاب حتى لا أجرح مشاعره ، لكنّي
أكذب وأشعر بالسوء الشديد من ذلك ، وأخاف من أن آثم لقولي هذا ، وأنا أرى
أنه قبيح تمامًا ، لكني أحاول تذكر صفاته الحسنة حتى يهنأ البيت ، فهل آثم
بكذبي لحماية مشاعره ؟ فإن الحقيقة ستؤذيه إيذاءً شديدًا ؛ لأنه لا يتمتّع
بقدر كبير من الثقة في مظهره .
الجواب:
الحمد لله
أختي الكريمة – وفّقك الله ، ورزقك حياة زوجيّة سعيدة هنيئة – إنّ إقدامك
على الزّواج لهذا الغرض لنعمة وتوفيق من الله سبحانه وتعالى لك ، فاشكريه
عليه يُدِمْ عليك نعمته ، ويزدك من فضله .
أمّا ما سألت عنه من الكذب لإرضاء زوجك ، وحماية مشاعره ، فلا حرج عليك في
ذلك ؛ لقول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : (لَيْسَ
الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ
يَقُولُ خَيْرًا) . أخرجه البخاريّ (2692) .
وفي رواية مسلم : (لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ
وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِى خَيْرًا) . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : (وَلَمْ
أَسْمَعْ يُرَخَّصُ في شيء مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلاَّ في
ثَلاَثٍ : الْحَرْبُ ، وَالإِصْلاَحُ بَيْنَ النَّاسِ ، وَحَدِيثُ
الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ ، وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا) .
قال الشّيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (1/1790) عند شرح هذا الحديث :
"كذلك من المصلحة : حديث الرجل زوجته ، وحديث المرأة زوجها فيما يوجب
الألفة والمودّة ، مثل أن يقول لها : أنت عندي غالية ، وأنت أحبّ إليّ من
سائر النساء ، وما أشبه ذلك ، وإن كان كاذبًا ، لكن من أجل إلقاء المودّة ،
والمصلحة تقتضي هذا" انتهى .